Lesson 9: العشور

العشور موضوع مثير للجدل في بعض الأماكن. اذ يعتقد البعض أن فكرة العشور لا تتفق مع الخلاص بالنعمة. ويعتقدون أن الأمر يبدو وكأنه دفع ثمن الخلاص. بينما بعض الناس لا يريدون الشعور بالمسؤولية لدعم الكنيسة. فيعطون أي شيء يشعرون بأنهم يريدون عطاؤه في أي وقت. في هذا الدرس سوف ننظر إلى الأساس الكتابي و الغرض العملي من العشور.

◄ ما الذي سمعته من أقوال الناس كأسباب لعدم تقديم العشور؟

يفهم المسيحي أن الله هو صاحب كل شيء في الكون. فيمتلكنا الله كخالقنا. لقد صنعنا، وأعطانا القدرات، وخلق كل الموارد التي نستخدمها. فكل شيء قد صنعه، ويستمر في الوجود بقوته، ويوجود لمجده (كولوسي 1: 16-17).

كما أن الله يمتلكنا أيضا بالفداء. لقد دفع ثمن خلاصنا. وقد خلصنا من الدينونة التي استحقناها بسبب الخطية. نحن مدينون له بحياتنا لأن يسوع مات من أجلنا (2كورنثوس 5: 14-15).

كما أن الله يمتلكنا بالخلاص والتحرير. كنا خطاة تحت سلطان الشيطان والخطية. والخلاص يبعدنا من سيطرة الشر (أعمال الرسل26: 18).

وبما أننا لله، فكل ما لدينا هو ملك لله.

◄ أعط مثالا عن كيفية إدارتك لممتلكاتك من اجل الله.

أحيانًا يُظهر الله ملكيته لكل شيء بإعطاء توجيهات محددة لجزء مما لدينا. عندما نطيع توجيهات الله لهذا الجزء، فإننا نظهر أننا على استعداد لطاعته في كل شيء.

على سبيل المثال، عندما وضع الله آدم وحواء في جنة عدن، قام بتقييدهما من الأكل من شجرة معينة. وقدم هذا الأمر المحدد دليلاً على الطاعة.

تمنحنا متطلبات الله الخاصة فرصة لإظهار الطاعة. إذا كان الشخص لايطيع توجيهات الله المحددة حول أجزاء معينة من حياته، فهذا يدل على أنه لايطيع طاعة توجيهات الله العامة لما بقى فى حياته.

اشتكت امرأة للراعى أنها لا تفهم سبب ان الله لايباركها. فسألها الراعى إذا كانت تطيع الله. قالت، "نعم، أنا أحاول أن أفعل الصواب. وأنا لا أعرف أي شيء يجب أن أفعله بشكل مختلف ". فذكرها الراعى بأنها لم تذهب إلى الكنيسة. وقال لها : ربما تعرفين ما يريدك الله أن تفعليه في بعض الأيام، ولكنك تعلمين ما يريدك أن تفعليه يوم الأحد. فإذا كنت لا تفعلين ما تعرفي أنه صحيح في ذلك اليوم، فمن المحتمل أنك لا تطيعين الله في الأيام الأخرى."

هناك العديد من الأمثلة الكتابية للأوقات التي أعطى فيها الله توجيهات محددة حول جانب من جوانب حياة شخص ما. أعطى الله الأجر على الطاعة وعقوبات على العصيان. المكافآت والعقوبات لم تؤثر فقط على جزء من حياتهم التى كانت تحت هذا المطلب. لقد أثر اختيارهم على كل جزء من حياتهم.

(1) الشجرة المحرمة في جنة عدن

قال الله لآدم وحواء ألا يأكلوا من شجرة معينة. كانوا مباركين ويعيشون في حضرة الله إلى أن تم عصيانهم. وعندما انتهكوا قيود الشجرة الواحدة، فقدوا الدخول إلى عدن، وقطعوا علاقتهم بالله، وجلبوا اللعنة على جميع البشر (تكوين 3: 17-19).

(2) اليوم السابع

أعطى الله قيودًا ليوم السبت. فالشخص الذى لم يطيع توجيهات الله له فى ذلك اليوم يظهر أنه لا يطيع في الأيام الأخرى. جلب العصيان لعنة من الله التي بدورها أثرت في كل جزء من الحياة (إشعياء 58: 13).

(3) أريحا

كانت أريحا أول مدينة دمرتها إسرائيل عندما دخلوا أرض الموعد. وقد أخبرهم الله أن كل شيء مأخوذ من أريحا سيكرس لله. وهناك مدن أخرى لم لديها هذا المطلب، و لكن الله أعطى توجيهات خاصة لأريحا. وقد تسبب العصيان في الهزيمة في المعركة، وموت ستة وثلاثين رجلاً، وموت عائلة (يش 7: 5).

(4) شاول والعماليقيين

قال الله لشاول ملك إسرائيل أن يدمر شعب عماليق ويقتل كل الشعب و الحيوانات. ولكن شاول أبقى منها البعض حيا. وادعى أنه أطاع الله رغم أنه لم يطيع الأمر المحدد. فرفض الله شاول من أن يصبح ملكًا (صموئيل الأول 15: 3، 9، 20-23).

(5) سبت الأرض

كان من المفترض أن تستريح الأرض في السنة السابعة. ولكن الناس عصت على الله ولم يحفظوا سبوت الأرض. إذا كان المزارع لا يطيع الله في السنة السابعة، فمن المحتمل أنه لا يطيع الله خلال السنوات الأخرى. عندما عصى الناس هذه الوصية، سمح الله لهم أن يفقدوا أرضهم تمامًا. وتمت سبت الأرض بسبعين سنة اثناء السبي (2 أخبار الأيام 36: 21).

(6) بواكير الثمر

كان من المفترض أن يعطي الإسرائيليون الله أولى ثمار حقلهم. فإذا أطاعوا الله بارك الله إنتاج الحقول (أمثال 3: 9-10). لم تكن البركة فقط للجزء الذي قدموه، كانت مخصصًة لمحصولهم بالكامل. إذا لم يحافظوا على هذا المطلب، فلن تتبارك أرضهم. إذا كان الإنسان لا يعطي الجزء الذي يطلبه منه الله، فهو لن يطيع الله مع الأجزاء الأخرى كذلك.

(7) العشور

يأمر الله بتقديم العشور. ومن لم يقدمها، يظهر أن ماله لا يخضع لله. وهو لايستخدم التسعين في المائة الأخرى لمجد الله أيضًا. سوف يبارك الله ممتلكات من يقدم العشور (ملاخي 3: 10). اما إذا كان الشخص لايقدم لدعم الخدمة، فكل ممتلكاته ملعونه (حجي 1: 6).

غادر صاحب متجر لرحلة. وقبل المغادرة، قال لموظفه، "اعتني بالمتجر وتأكد من تنظيف الأرضية ". وعندما عاد، لم تكن الأرضية نظيفة. قال الموظف: "لقد اهتممت بالمتجر من أجلك." قال المالك، "لأنك لم تفعل الشيء الوحيد المحدد الذي طلبته منك، فأنا أعلم انه في كل العمل الذى تعمله كنت تسعد وترضى نفسك بدلا مني."

◄ كيف يظهر الإنسان طاعته لله؟

◄ ما هو الاستخدام الأمثل للعشور؟

كان كهنوت العهد القديم مدعومًا بالعشور (عدد 18: 20-21). لم يعطى اللاويون، أى سبط الكهنة حصة فى الأرض (تثنية 18: 1-4). بل كانوا يدعمون مالياً من اجل خدمتهم في الهيكل. وكانت خطة الله للاويين للتركيز على الخدمة وعدم الانخراط في الأعمال التجارية.

تم استخدام العشور لدعم عبادة الهيكل والمسؤولين عنه. وكانت العشور أيضا تستخدم في الأعياد لمجتمع العبادة، والتي دُعي إليها الفقراء (تثنية12: 17-18، 14: 22-29). وتم استخدام العشور لمساعدة الفقراء والأرامل والمهاجرين الأجانب (تثنية 26:12).

◄ ما هي الاختلافات التي تراها في استخدام العشور اليوم؟

بعد أن علموا أنهم أعطوا عشورهم بأمانة، تمكن شعب إسرائيل من الصلاة من أجل البركات الإلهية (تثنية 26: 12-15). إن الاحتفاظ بالعشور هو سرقة لله، ولكن العشور التى تقدم الى "خزنة الله" سوف تجلب بركة لا يمكن احتواؤها (ملاخي 3: 8-10).

◄ ماذا تقول لشخص يقول إنه فقير ولا يعشر؟

يقول بعض الناس أن العشور كانت نظامًا خاصًا بالعهد القديم فقط.

◄ هل هناك أسباب للاعتقاد بأن نظام العشور لم تكن من متطلبات العهد القديمً مؤقتا؟

(1) ابراهيم

أعطى إبراهيم العشور لملكي صادق قبل وقت طويل من إعطاء شريعة موسى لإسرائيل. وهذا يدل على أنه كان مبدأً عامًا قبل موسى. فالعشور لم تبدأ مع ناموس العهد القديم، كان مبدأ منذ البداية (تكوين 14: 20؛ عبرانيين 7: 4).

(2) يعقوب

وعد يعقوب بأن يعشر إلى الله (تكوين 28: 20-22)، على الرغم من أن شريعة موسى لم تكن قد أعطيت بعد. وعرف يعقوب أنه كان بالفعل مبدأ عطاء الله.

(3) يسوع

[1]وأكد السيد يسوع المسيح على دفع العشور ولم يقل أنها كانت فقط لوقت ماضي (متى 23:23).

(4) بولس

قال بولس لأعضاء الكنيسة أن يعطوا " فى اليوم الأول من الأسبوع لأنهم ازدهروا ونجحوا (1 كورنثوس 16: 2). لذلك، كانوا يعطون بما يتناسب مع ماقبلوه. ودليل العهد القديم بعشرة بالمائة يبين لنا ما يعتبره الله نسبة معقولة. ولا يوجد سبب للتفكير أن رأي الله قد تغير.

(5) اليوم

لا يزال الله يخطط لأولئك الذين يعملون فى الخدمة التفرغية ليتم دعمهم ماليا بواسطة خدمتهم. "أولئك الذين يكرزون بالإنجيل يجب أن يعيشوا من الإنجيل ". لم يخطط الله للقساوسة الرعاة ان يعملوا ويعولوا أنفسهم ولا يكون لهم الوقت يكرسونه لخدمتهم. تقول 1كورنثوس 9: 11-14 ان الشخص الذى يقدم الفوائد الروحية ينبغى ان يأخذ الفوائد المالية من أولئك الذين يخدمهم. وتظهر 2كورنثس 12: 13 أن الكنائس عادة كانت تدعم بولس ماليًا أثناء قيامه بخدمتهم.

ينبغي توقع ودفع العشور من أولئك الذين هم أعضاء ملتزمون في الكنيسة. اذ لا ينبغي للكنيسة أن تعلم عن العشور للناس الذين لم يخلصوا بعد.

يجب ألا يشعر الشخص الذي يأتي إلى الكنيسة لأول مرة أنه ملزم بإعطاء المال للكنيسة.

ويجب ألا تحاول الكنيسة جمع العشور من الأشخاص الذين يزورون الكنيسة و لم يلتزموا بعد بالكنيسة.

ويجب أيضا أن تتأكد الكنيسة من أن الناس لا يعتقدون أن دفع العشور هى جزء من الخلاص. ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن العشور ستساعد الشخص على الخلاص.

يجب على الكنيسة أن تخدم المجمتعين والمجتمع دون طلب دفع المال.

يجب أن يعرف جميع الأعضاء كيفية استخدام أموال الكنيسة. ويجب أيضا على الكنيسة أن تتبع إجراءات دقيقة لإدارة الأموال حتى يعرف الجميع أنها تتم بكل أمانة.

ولا تنتمي العشور للراعي وحده. اذ من المفترض أن تدعم العشور خدمة الكنيسة. ولكن، يجب أن يكون دعم الراعي هو أولوية الكنيسة.

(1) الله هو مالكنا وكل ما عندنا.

(2) العشور هي التزام تجاه الكنيسة وتجاه الله.

(3) الشخص الذي لا يرغب في العشور لا يطيع الله بأمواله بشكل عام.

(4) لا تدفع العشور مقابل الخلاص.

(5) العشور هي خطة الله لدعم خدمة الكنيسة.

(6) إن الله يبارك العشور والتقدمات المضحية.

(7) العشور هي التزامنا بالاتكال على تدبير الله.

(1) احفظ العبارات السبع الموجزة للدرس 9. اكتب فقرة واحدًا تشرح معنى وأهمية كل من السبع بيانات الموجزة (سبع فقرات) لشخص ليس في هذا الفصل. ثم قم بتحويل هذا إلى قائد الفصل قبل الدرس التالي. وكن على استعداد لمشاركة فقرة مع المجموعة إذا طلب منك قائد الفصل ذلك خلال وقت المناقشة. واكتب العبارات من الذاكرة في بداية الفصل الدراسي التالي.

(2) تذكر أن تقوم بجدولة التدريس خارج الفصل الدراسي مع خلق الفرص وإبلاغ قائد الفصل عندما تقوم بالتدريس.

(3) تعيين المقابلة الشخصية: اسأل عدة أعضاء في كنيستك عما إذا كانوا يدفعون العشور، ولماذا يدفعون أو لا يدفعون. ثم لخص الموضوع.